قوله: { وَفَارَ التَّنُّورَ } فيه أربعة أقاويل:
أحدها: تنور الخابزة، قاله الكلبي.
الثاني: أنه آخر مكان في دارك، قاله أبو الحجاج.
الثالث: أنه طلوع الفجر، قاله علي رضي الله عنه.
الرابع: أنه مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لاشتداد الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الآن
حَمِيَ الوَطِيسُ" قاله ابن بحر.
قوله تعالى: { وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً } قراءة الجمهور بضم
الميم وفتح الزاي، وقرأ عاصم في رواية بكر بفتح الميم وكسر الزاي والفرق
بينهما أن المُنزَلَ بالضم فعل النزول وبالفتح موضع النزول.
{ وَأَنتَ خَيْرٌ الْمُنزِلِينَ } في ذلك قولان:
أحدهما: أن نوحاً قال ذلك عند نزوله في السفينة فعلى هذا يكون قوله
مباركاً يعني بالسلامة والنجاة.
الثاني: أنه قاله عند نزوله من السفينة، قاله مجاهد. فعلى هذا يكون قوله
مباركاً يعني بالماء والشجر.