التفاسير

< >
عرض

طسۤ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ
١
هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
٢
ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُم بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
٣
إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ
٤
أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ وَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ
٥
وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ
٦
-النمل

النكت والعيون

قوله تعالى: { طس تِلْكَ ءَايَاتُ الْقُرْءانِ } أي هذه آيات القرآن.
{ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ } أي وآيات الكتاب المبين، والكتاب هو القرآن، فجمع له بَيْنَ الصفتين بأنه قرآن وأنه كتاب لأنه ما يظهر بالكتابة ويظهر بالقراءة.
{ مُّبِينٍ } لأنه يبين فيه نهيه وأمره، وحلاله وحرامه، ووعده ووعيده.
وفي المضمر في { تِلْكَ ءَايَاتُ الْقُرْءانِ } وجهان:
أحدهما: أنه يعود إلى الحروف التي في { طس } قاله الفراء.
الثاني: إلى جميع السورة.
{ هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } فيه وجهان:
أحدهما: هدى إلى الجنة وبشرى بالثواب، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: هدى من الضلالة وبشرى بالجنة، قاله الشعبي.
قوله تعالى: { الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةِ } يعني المفروضة، وفي إقامتها وجهان:
أحدهما: استيفاء فروضها وسنتها، قاله ابن عباس.
الثاني: المحافظة على مواقيتها، قاله قتادة.
{ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } فيها أربعة أقاويل:
أحدها: أنها زكاة المال، قاله عكرمة، وقتادة والحسن.
الثاني: أنها زكاة الفطر؛ قاله الحارث العكلي.
الثالث: أنها طاعة الله والإخلاص، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
الرابع: أنها تطهير أجسادهم من دنس المعاصي.
قوله تعالى: { فَهُمْ يَعْمَهُونَ } فيه أربعة تأويلات:
أحدها: يترددون، قاله ابن عباس، ومجاهد.
الثاني: يتمادون، قاله أبو العالية، وأبو مالك، والربيع بن أنس.
الثالث: يلعبون، قاله قتادة، والأعمش.
الرابع: يتحيرون، قاله الحسن، ومنه قول الراجز:

ومهمه أطرافه في مهمة أعمى الهدى بالجاهلين العمه

قوله تعالى: { وَإِنََّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْءَانَ } فيه أربعة تأويلات:
أحدها: لتأخذ القرآن، قاله قتادة.
الثاني: لتوفى القرآن، قاله السدي.
الثالث: لتلقن القرآن، قاله ابن بحر.
ويحتمل رابعاً: لتقبل القرآن، لأنه أوّل من يلقاه عند نزوله.
{ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَليمٍ } أي من عند حكيم في أمره، عليم بخلقه.