قوله تعالى: { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ
لِلنَّاسِ: كُونُوا عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللَّهِ } سبب نزولها ما روى ابن عباس أن قوماً من
اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أتدعونا إلى عبادتك كما دعا المسيح النصارى، فنزلت هذه
الآية.
{ وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ } فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: فقهاء علماء، وهو قول مجاهد.
والثاني: حكماء أتقياء، وهو قول سعيد بن جبير.
والثالث: أنهم الولاة الذين يربّون أمور الناس، وهذا قول ابن زيد.
وفي أصل الرباني قولان:
أحدها: أنه الذي يربُّ أمور الناس بتدبيره، وهو قول الشاعر:
وكنت امرءَاً أفضت إليك ربابتي وقبلك ربتني - فضعت - ربوبُ
فسمي العالم ربّانياً لأنه بالعلم يدبر الأمور.
والثاني: أنه مضاف إلى عالم الرب، وهو علم الدين، فقيل لصاحب العلم
الذي أمر به الرب ربّاني.