التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ
١٧
ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمْ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
١٨
أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ
١٩
لَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَعْدَ ٱللَّهِ لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ ٱلْمِيعَادَ
٢٠
-الزمر

النكت والعيون

قوله عز وجل: { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها } فيه قولان:
أحدهما: أن الطاغوت الشيطان، قاله مجاهد وابن زيد.
الثاني: الأوثان، قاله الضحاك والسدي.
وفيه وجهان:
أحدهما: أنه اسم أعجمي مثل هاروت وماروت.
الثاني: عربي مشتق من الطغيان.
{ وأنابوا إلى الله } فيه وجهان:
أحدهما: أقبلوا الى الله، قاله قتادة.
الثاني: استقاموا إلى الله، قاله الضحاك.
ويحتمل ثالثاً: وأنابوا الى الله من ذنوبهم.
{ لهم البشرى } فيه وجهان:
أحدهما: أنها الجنة، قاله مقاتل ويحيى بن سلام.
الثاني: بشرى الملائكة للمؤمنين، قاله الكلبي.
ويحتمل ثالثاً: أنها البشرى عند المعاينة بما يشاهده من ثواب عمله.
قوله عز وجل: { فبشر عبادِ الذين يستمعون القول } فيه قولان:
أحدهما: أن القول كتاب الله، قاله مقاتل ويحيى بن سلام.
الثاني: أنهم لم يأتهم كتاب من الله ولكن يستمعون أقاويل الأمم، قاله ابن زيد.
{ فيتبعون أحسنَه } فيه خمسة أوجه:
أحدها: طاعة الله، قاله قتادة.
الثاني: لا إله إلا الله، قاله ابن زيد.
الثالث: أحسن ما أمروا به، قاله السدي.
الرابع: أنهم إذا سمعوا قول المسلمين وقول المشركين اتبعوا أحسنه وهو الإسلام، حكاه النقاش.
الخامس: هو الرجل يسمع الحديث من الرجل فيحدث بأحسن ما يسمع منه، ويمسك عن أسوإه فلا يتحدث به، قاله ابن عباس.
ويحتمل سادساً: أنهم يستمعون عزماً وترخيصاً فيأخذون بالعزم دون الرخص.
{ أولئك الذين هداهم الله } الآية. قال عبد الرحمن بن زيد: نزلت في زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها في جاهليتهم، واتبعوا أحسن ما صار من العقول إليهم.