التفاسير

< >
عرض

فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ
١٣
إِذْ جَآءَتْهُمُ ٱلرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ قَالُواْ لَوْ شَآءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ
١٤
فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ
١٥
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِيۤ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَخْزَىٰ وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ
١٦
وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ ٱلْعَذَابِ ٱلْهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
١٧
وَنَجَّيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يتَّقُونَ
١٨
-فصلت

النكت والعيون

قوله عز وجل: { إذ جاءتهم الرسلُ مِن بين أيديهم ومِن خلفهم } فيه وجهان:
أحدهما: أرسل من قبلهم ومن بعدهم، قاله ابن عباس والسدي.
الثاني: ما بين أيديهم عذاب الدنيا، وما خلفهم عذاب الآخرة، قاله الحسن.
قوله عز وجل: { فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً } فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه الشديدة البرد، قاله عكرمة وسعيد بن جبير، وأنشد قطرب قول الحطيئة:

المطعمون إذا هبت بصرصرة والحاملون إذا استودوا على الناس


استودوا أي سئلوا الدية.
الثاني: الشديدة السموم، قاله مجاهد.
الثالث: الشديدة الصوت، قاله السدي مأخوذ من الصرير، وقيل إنها الدبور.
{ في أيام نحسات } فيها أربعة أقاويل:
أحدها: مشئومات، قاله مجاهد وقتادة، كن آخر شوال من يوم الأربعاء إلى يوم الأربعاء وذلك { سبع ليال وثمانية أيام حسوماً } قال ابن عباس: ما عذب قوم إلا في يوم الأربعاء.
الثاني: باردات، حكاه النقاش.
الثالث: متتابعات، قاله ابن عباس وعطية.
الرابع: ذات غبار، حكاه ابن عيسى ومنه قول الراجز:

قد أغتدي قبل طلوع الشمس للصيد في يوم قليل النحس

قوله عز وجل: { وأمّا ثمود فهديناهم } فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: دعوناهم، قاله سفيان.
الثاني: بيّنا لهم سبيل الخير والشر، قاله قتادة.
الثالث: أعلمناهم الهدى من الضلالة، قاله عبد الرحمن بن زيد.
{ فاستحبوا العَمى على الهدى } فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: اختاروا العمى على البيان، قاله أبو العالية.
الثاني: اختاروا الكفر على الإيمان.
الثالث: اختاروا المعصية على الطاعة، قاله السدي.
{ فأخذتهم صاعقة العذاب الهون } وفي الصاعقة هنا أربعة أقاويل:
أحدها: النار، قاله السدي.
الثاني: الصيحة من السماء، قاله مروان بن الحكم.
الثالث: الموت وكل شيء أمات، قاله ابن جريج.
الرابع: أن كل عذاب صاعقة، وإنما سميت صاعقة لأن كل من سمعها يصعق لهولها.
وفي { الهون } وجهان:
أحدهما: الهوان، قاله السدي.
الثاني: العطش، حكاه النقاش.