التفاسير

< >
عرض

أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللَّهُ أَضْغَانَهُمْ
٢٩
وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
٣٠
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ
٣١
-محمد

النكت والعيون

قوله عز وجل: { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } فيه وجهان:
أحدهما: شك، قاله مقاتل.
الثاني: نفاق، قاله الكلبي.
{ أَن لن يُخْرِجَ أَضْغَانَهُمْ } فيه أربعة أوجه:
أحدها: غشهم، قاله السدي.
الثاني: حسدهم، قاله ابن عباس.
الثالث: حقدهم، قاله ابن عيسى.
الرابع: عدوانهم، قاله قطرب وأنشد:

قل لابن هند ما أردت بمنطق ساء الصديق وسر ذا الأضغان

قوله عز وجل: { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ } فيه وجهان:
أحدهما: في كذب القول، قاله الكلبي.
الثاني: في فحوى كلامهم، واللحن هو الذهاب بالكلام في غير جهته، مأخوذ من اللحن في الإعراب وهو الذهاب عن الصواب ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّكُم لَتَحْتَكِمُونَ إِليَّ، أَحَدَكُمْ أَن يَكُونَ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ" أي أذهب بها في الجهات لقوته على تصريف الكلام. قال مرار الأسدي:

ولحنت لحناً فيه غش ورابني صدودك ترصين الوشاة الأعاديا

قال الكلبي: فلم يتكلم بعد نزولها منافق عند النبي صلى الله عليه وسلم إلا عرفه.
{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالُكُم } فيه وجهان:
أحدهما: المجاهدين في سبيل الله.
الثاني: الزاهدين في الدنيا.
{ وَالصَّابِرِينَ } فيه وجهان:
أحدهما: على الجهاد.
الثاني: عن الدنيا.
{ وَنَبْلُوَا أَخْبَارَكُمْ } يحتمل وجهين:
أحدهما: نختبر أسراركم.
الثاني: ما تستقبلونه من أفعالكم.