قوله تعالى: { وَكَتَبْنَا عَلَيهِم فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ } الآية. نزلت في
اليهود من بني قريظة والنضير، وقد ذكرنا قصتهما.
ثم قال تعالى: { فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ } فيه قولان:
أحدهما: أنه كفارة للجروح، وهو قول عبد الله بن عمر، وإبراهيم،
والحسن، والشعبي، روى الشعبي عن ابن الصامت قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ جُرِحَ فِي جَسَدِهِ جِرَاحَةً فَتَصَدَّقَ بِهَا كَفَّرَ عَنْهُ ذُنُوبَهُ بِمِثْلِ مَا تَصَدَّقَ
بِهِ" .
والثاني: أنه كفارة للجارح، لأنه يقوم مقام أخذ الحق منه، وهذا قول
ابن عباس، ومجاهد، وهذا محمول على من عفى عنه بعد توبته.