التفاسير

< >
عرض

قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ
٣١
قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ
٣٢
لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ
٣٣
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ
٣٤
فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٣٥
فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٣٦
وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ
٣٧
وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
٣٨
فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
٣٩
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ
٤٠
وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ
٤١
مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ
٤٢
وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ
٤٣
فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ
٤٤
فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ
٤٥
وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ
٤٦
-الذاريات

النكت والعيون

{ فَتَوَلَّى } يعني فرعون، وفي توليه وجهان:
أحدهما: أدبر.
الثاني: أقبل، وهو من الأضداد.
{ بِرُكْنِهِ } فيه أربعة أوجه:
أحدها: بجموعه وأجناده، قاله ابن زيد.
الثاني: بقوته، قاله ابن عباس، ومنه قول عنترة:

فما أوهى مراس الحرب ركني ولكن ما تقادم من زماني.


الثالث: بجانبه، قاله الأخفش.
الرابع: بميله عن الحق وعناده بالكفر، قاله مقاتل.
ويحتمل خامساً بماله لأنه يركن إليه ويتقوى به.
{ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الرِّيحَ الْعَقِيمَ } فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أن العقيم هي الريح التي لا تلقح، قاله ابن عباس.
الثاني: هي التي لا تنبث، قاله قتادة.
الثالث: هي التي ليس فيها رحمة، قاله مجاهد.
الرابع: هي التي ليس فيها منفعة، قاله ابن عباس.
وفي الريح التي هي عقيم ثلاثة أقاويل:
أحدها: الجنوب، روى ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"الريح العقيم الجنوب" .
الثاني الدبور، قاله مقاتل. قال عليه السلام: "نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور"
). الثالث: هي ريح الصبا، رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد.
{ إِلاَّ جَعَلْتْهُ كَالرَّمِيمِ } فيه أربعة أوجه:
أحدها: أن الرميم التراب، قاله السدي.
الثاني: أنه الذي ديس من يابس النبات، وهذا معنى قول قتادة.
الثالث أن الرميم: الرماد، قاله قطرب.
الرابع: أنه الشيء البالي الهالك، قاله مجاهد، ومنه قول الشاعر:

تركتني حين كف الدهر من بصري وإذ بقيت كعظم الرمة البالي