{ أَفَرَءَيْتَ الَّذِي تَولَّى } فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه العاص بن وائل السهمي، قاله السدي.
الثاني: أنه الوليد بن المغيرة المخزومي، قاله مجاهد، كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وأبا
بكر رضي الله عنه يسمع ما يقولان ثم يتولى عنهما.
الثالث: أنه النضر بن الحارث أعطى خمس قلائص لفقير من المهاجرين حين
ارتد عن دينه وضمن له أن يتحمل مأثم رجوعه، قاله الضحاك.
{ وَأعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى } فيه أربعة أوجه:
أحدها: أنه أعطى قليلاً من نفسه بالاستمتاع ثم أكدى بالانقطاع، قاله مجاهد.
الثاني: أطاع قليلاً ثم عصى، قاله ابن عباس.
الثالث: أعطى قليلاً من ماله ثم منع، قاله الضحاك.
الرابع: أعطى بلسانه وأكدى بقلبه، قاله مقاتل.
وفي { أَكْدَى } وجهان:
أحدهما: قطع، قاله الأخفش.
الثاني: منع، قاله قطرب.
{ أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيبِ فَهُوَ يَرَى } فيه وجهان:
أحدهما: معناه أعلم الغيب فرأى أن ما سمعه باطل.
الثاني: أنزل عليه القرآن فرأى ما صنعه حقاً، قاله الكلبي.
ويحتمل ثالثاً: أعلم أن لا بعث، فهو يرى أن لا جزاء.
{ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى } فيه سبعة أقاويل:
أحدها: وفّى عمل كل يوم بأربع ركعات في أول النهار، رواه الهيثم عن أبي
أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أن يقول كلما أصبح وأمسى { فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِيْنَ تُمْسُونَ وَحِيْنَ
تُصْبِحُونَ } الآية. رواه سهل بن معاذ عن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الثالث: وفيما أمر به من طاعة ربه، قاله ابن عباس.
الخامس: { أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } لأنه كان بين نوح وإبراهيم يؤخذ الرجل
بجريرة ابنه وأبيه فأول من خالفهم إبراهيم، قاله الهذيل.
السادس: أنه ما أُمر بأمر إلا أداه ولا نذر إلا وفاه، وهذا معنى قول الحسن.
السابع: وفَّى ما امتحن به من ذبح ابنه وإلقائة في النار وتكذيبه.