{ فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ } فيهم وجهان:
أحدهما: أنهم أهل الجنة، قاله يعقوب بن مجاهد.
الثاني: أنهم السابقون، قاله أبو العالية.
{ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ } في الرَّوْح ثمانية تأويلات:
أحدها: الراحة، قاله ابن عباس.
الثاني: أنه الفرح، قاله ابن جبير.
الثالث: أنه الرحمة، قاله قتادة.
الرابع: أنه الرخاء، قاله مجاهد.
الخامس: أنه الرَوح من الغم والراحة من العمل، لأنه ليس في الجنة غم ولا
عمل، قاله محمد بن كعب.
السادس: أنه المغفرة، قاله الضحاك.
السابع: التسليم، حكاه ابن كامل.
الثامن: ما روى عبد الله بن شقيق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ
{ فَرُوُحٌ } بضم الراء، وفي تأويله وجهان:
أحدهما: بقاء روحه بعد موت جسده.
الثاني: ما قاله الفراء أن تأويله حياة لا موت بعدها في الجنة.
وأما الريحان ففيه ستة تأويلات:
أحدها: أنه الإستراحة عند الموت، قاله ابن عباس.
الثاني: الرحمة، قاله الضحاك.
الثالث: أنه الرزق، قاله ابن جبير.
الرابع: أنه الخير، قاله قتادة.
الخامس: أنه الريحان المشموم يُتَلَقَّى به العبد عند الموت، رواه عبد الوهاب.
السادس: هو أن تخرج روحه ريحانة، قال الحسن.
واختلف في محل الرَوْح على خمسة أقوال.
أحدها: عند الموت.
الثاني: قبره ما بين موته وبعثه.
الثالث: الجنة زيادة على الثواب والجزاء، لأنه قرنه بذكر الجنة فاقتضى
أن يكون فيها.
الرابع: أن الروح في القبر، والريحان في الجنة.
الخامس: أن الروح لقلوبهم، والريحان لنفوسهم، والجنة لأبدانهم.
{ وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ } فيه
وجهان:
أحدهما: أنه سلامته من الخوف وتبشيره بالسلامة.
الثاني: أنه يحيا بالسلام إكراماً، فعلى هذا في محل السلام ثلاثة أقاويل:
أحدها: عند قبض روحه في الدنيا يسلم عليه ملك الموت، قاله الضحاك.
الثاني: عند مساءلته في القبر، يسلم عليه منكر ونكير.
الثالث: عند بعثه في القيامة تسلم عليه الملائكة قبل وصوله إليها.