التفاسير

< >
عرض

وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ
٦
إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ
٧
تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ
٨
قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ
٩
وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ
١٠
فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ
١١
-الملك

النكت والعيون

{ إذا أُلقُوا فيها } يعني الكفار ألقوا في جهنم.
{ سمعوا لها شهيقاً } فيه قولان:
أحدهما: أن الشهيق من الكفار عند إلقائهم في النار.
الثاني: أن الشهيق لجهنم عند إلقاء الكفار فيها، قال ابن عباس: تشهق إليهم شهقة البغلة للشعير ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف.
وفي الشهيق ثلاثة أوجه:
أحدها: أن الشهيق في الصدور، قاله الربيع بن أنس.
الثاني: أنه الصياح، قاله ابن جريج.
الثالث: أن الشهيق هو آخر نهيق الحمار، والزفير مثل أول نهيق الحمار، وقيل إن الزفير من الحلق، والشهيق من الصدر.
{ وهي تفورُ } أي تغلي، ومنه قول الشاعر:

تركتم قِدْرَكم لا شيىءَ فيها وقِدْرُ القوم حاميةٌ تفورُ

{ تكادُ تَمَيّزُ مِنَ الغَيْظِ... } فيه وجهان:
أحدهما: تنقطع، قاله سعيد بن جبير.
الثاني: تتفرق، قاله ابن عباس والضحاك.
وقوله " من الغيط" فيه ها هنا وجهان:
أحدهما: أنه الغليان، قال الشاعر:

فيا قلب مهلاً وهو غضبان قد غلا من الغيظ وسط القوم ألا يثبكا

الثاني: أنه الغضب، يعني غضباً على أهل المعاصي وانتقاماً للَّه منهم.
{ ألمْ يأتِكم نَذيرٌ } فيه وجهان:
أحدهما: أن النذر من الجن، والرسل من الإنس، قاله مجاهد.
الثاني: أنهم الرسل والأنبياء، واحدهم نذير، قاله السدي.
{ فسُحْقاً لأصحاب السّعيرٍ } فيه وجهان:
أحدهما: فبعداً لأصحاب السعير يعني جهنم، قاله ابن عباس.
الثاني: أنه وادٍ من جهنم يسمى سحقاً، قاله ابن جبير وأبو صالح، وفي هذا الدعاء إثبات لاستحقاق الوعيد.