{ ولو تَقوَّل علينا بَعْضَ الأقاويل } أي تكلّف علينا بعض الأكاذيب، حكاه عن
كفار قريش أنهم قالوا ذلك في النبي صلى الله عليه وسلم.
{ لأخْذنا منه باليمين } فيه خمسة تأويلات:
أحدها: لأخذنا منه قوّته كلها، قاله الربيع.
الثاني: لأخذنا منه بالحق، قاله السدي والحكم، ومنه قول الشاعر:
إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمجدٍ تَلَقّاها عَرابةُ باليَمينِ
أي بالاستحقاق.
الثالث: لأخذنا منه بالقدرة، قاله مجاهد.
الرابع: لقطعنا يده اليمنى، قاله الحسن.
الخامس: معناه لأخذنا بيمينه إذلالاً له واستخفافاً به، كما يقال لما يراد به
الهوان، خذوا بيده، حكاه أبو جعفر الطبري.
{ ثم لَقَطَعْنا مِنه الوَتينَ } فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أنه نياط القلب ويسمى حبل القلب، وهو الذي القلب معلق به، قاله
ابن عباس.
الثاني: أنه القلب ومراقّه وما يليه، قاله محمد بن كعب.
الثالث: أنه الحبل الذي في الظهر، قاله مجاهد.
الرابع: أنه عرق بين العلباء والحلقوم، قاله الكلبي.
وفي الإشارة إلى قطع ذلك وجهان:
أحدهما: إرادة لقتله وتلفه، كما قال الشاعر:
إذا بَلَّغْتِني وَحَمَلْتِ رحْلي عرابة فاشربي بدَمِ الوَتينِ
الثاني: ما قاله عكرمة أن الوَتين إذا قطع لا إن جاع عَرَق، ولا إن شبع عَرَقَ.
{ وإنه لتَذْكرةٌ للمُتّقِينَ } يعني القرآن، وفي التذكرة أربعة أوجه:
أحدها: رحمة.
الثاني: ثَبات.
الثالث: موعظة.
الرابع: نجاة.
{ وإنّا لَنَعْلَمُ أنَّ منكم مُكذِّبينَ } قال الربيع: يعني بالقرآن.
{ وإنّه } يعني القرآن.
{ لَحسْرةٌ على الكافرين } يعني ندامة يوم القيامة.
ويحتمل وجهاً ثانياً: أن يزيد حسرتهم في الدنيا حين لم يقدروا على معارضته
عند تحدّيهم أن يأتوا بمثله.
{ وإنّه لَحقُّ اليقينِ } فيه وجهان:
أحدهما: أي حقاً ويقيناً ليكونن الكفر حسرة على الكافرين يوم القيامة، قاله
الكلبي.
الثاني: يعني القرآن عند جميع الخلق أنه حق، قال قتادة: إلا أن المؤمن أيقن به
في الدنيا فنفعه، والكافر أيقن به في الآخرة فلم ينفعه.
{ فَسَبِّحْ باسْمِ ربِّكَ العظيم } فيه وجهان:
أحدهما: فصلِّ لربك، قاله ابن عباس.
الثاني: فنزهه بلسانك عن كل قبيح.