{ ولا تُطِعْ منهم آثِماً أو كَفوراً } قيل إنه عنى أبا جهل، يريد بالآثم المرتكب
للمعاصي، وبالكفور الجاحد للنعم.
{ واذكُر اسمَ رَبِّك بُكرَةً وأصيلاً } يعني في أول النهار وآخره، ففي أوله صلاة
الصبح، وفي آخره صلاة الظهر والعصر.
{ ومِنَ الليلِ فاسْجدْ له } يعني صلاة المغرب والعشاء الآخرة.
{ وسَبِّحْهُ ليلاً طويلاً } يعني التطوع من الليل.
قال ابن عباس وسفيان: كل تسبيح في القرآن هو صلاة.
{ إنّ هؤلاءِ يُحِبّونَ العاجلةَ } يحتمل في المراد بهم قولين:
أحدهما: أنه أراد بهم اليهود وما كتموه من صفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحة نبوّته.
الثاني: أنه أراد المنافقين لاستبطانهم الكفر.
ويحتمل قوله { يحبون العاجلة } وجهين:
أحدهما: أخذ الرشا على ما كتموه إذا قيل إنهم اليهود.
الثاني: طلب الدنيا إذا قيل إنهم المنافقون.
{ ويَذَرُونَ وراءَهم يوماً ثقيلاً } يحتمل وجهين:
أحدهما: ما يحل بهم من القتل والجلاء إذا قيل إنهم اليهود.
الثاني: يوم القيامة إذا قيل إنهم المنافقون.
فعلى هذا يحتمل قوله " ثقيلاً" وجهين:
أحدهما: شدائده وأحواله.
الثاني: للقِصاص من عباده.
{ نحن خَلقْناهم وشَدَدْنا أَسْرَهم } في أسرهم ثلاثة أوجه:
أحدها: يعني مفاصلهم، قاله أبو هريرة.
الثاني: خلقهم، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة قال لبيد:
ساهم الوجه شديد أسْرُه مشرف الحارك محبوك الكفل.
الثالث: أنه القوة، قاله ابن زيد، قال ابن أحمر في وصف فرس:
يمشي لأوظفةٍ شدادٍ أسْرُها صُمِّ السنابِك لاتقى بالجَدْجَدِ.
ويحتمل هذا القول منه تعالى وجهين:
أحدهما: امتناناً عليهم بالنعم حين قابلوها بالمعصية.
الثاني: تخويفاً لهمن بسلب النعم.
{ وإذا شئنا بدّلْنا أمثالَهم تبديلاً } يحتمل وجهين:
أحدهما: أمثال من كفر بالنعم وشكرها.
الثاني: من كفر بالرسل بمن يؤمن بها.
{ إنّ هذه تَذْكِرةٌ } يحتمل بالمراد بـ " هذه " وجهين:
أحدهما: هذه السورة.
الثاني: هذه الخلقة التي خلق الإنسان عليها.
ويحتمل قوله " تذكرة " وجهين:
أحدهما: إذكار ما غفلت عنه عقولهم.
الثاني: موعظة بما تؤول إليه أمورهم.
{ فَمَنْ شاءَ اتَخَذَ إلى ربِّه سَبيلاً } يحتمل وجهين:
أحدهما: طريقاً إلى خلاصه.
الثاني: وسيلة إلى جنته.