قوله عز وجل: { إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } أما الدواب فاسم لكل ما دب على الأرض من حيوانها لدبيبه عليها مشياً، وكان بالخيل أخص.
والمراد بِشَرِّ الدواب الكفار لأنهم شر ما دبّ على الأرض من الحيوان.
ثم قال: { الصُّمُّ } لأنهم لا يسمعون الوعظ. { الْبُكْمُ } والأبكم هو المخلوق
أخرس، وإنما وصفهم بالبكم لأنهم لا يقرون بالله تعالى ولا بلوازم طاعته.
{ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } يحتمل وجهين:
أحدهما: لا يعقلون عن الله تعالى أمره ونهيه.
والثاني: لا يعتبرون اعتبار العقلاء.
قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في بني عبد الدار.
قوله عز وجل: { وَلَو عَلِمَ اللَّهُ فِيهِم خَيْراً } يحتمل وجهين:
أحدهما: اهتداء.
الثاني: إصغاء.
{ لأَسْمَعَهُمْ } فيه ثلاثة تأويلات:
أحدهما: لأسمعهم الحجج والمواعظ سماعَ تفهيم وتعليم، قاله ابن جريج
وابن زيد.
الثاني: لأسمعهم كلام الذين طلبوا إحياءهم من قصي بن كلاب وغيره
يشهدون بنبوتك قاله بعض المتأخرين.
والثالث: لأسمعهم جواب كل ما يسألون عنه، قاله الزجاج.
{ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَهُم مُّعْرِضُونَ } يحتمل وجهين:
أحدهما: ولو أسمعهم الحجج والمواعظ لأعرضوا عن الإصغاء والتفهم.
والثاني: ولو أجابهم إلى ما اقترحوه لأعرضوا عن التصديق.