التفاسير

< >
عرض

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ
٨
لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ
٩
فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ
١٠
لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً
١١
فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ
١٢
فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ
١٣
وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ
١٤
وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ
١٥
وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ
١٦
-الغاشية

النكت والعيون

{ في جَنّةٍ عاليةٍ } فيها وجهان:
أحدهما: أن الجنة أعلى من النار فسميت لذلك عالية، قاله الضحاك.
الثاني: أعالي الجنة وغرقها، لأنها منازل العلو والارتفاع.
فعلى هذا في ارتفاعهم فيها وجهان:
أحدهما: ليلتذوا بالعو والارتفاع.
الثاني: ليشاهدوا ما أعد الله لهم فيها من نعيم.
{ لا تسْمَعُ فيها لاغيةً } قال الفراء والأخفش: أي لا تسمع فيها كلمة لغو وفي المراد بها سبعة أقاويل:
أحدها: يعني كذباً، قاله ابن عباس.
الثاني: الإثم، قاله قتادة.
الثالث: أنه الشتم، قاله مجاهد.
الرابع: الباطل، قاله يحيى بن سلام.
الخامس: المعصية، قاله الحسن.
السادس: الحلف فلا تسمع في الجنة حالف يمين برة ولا فاجرة، قاله الكلبي.
السابع: لا يسمع في كلامهم كلمة تلغى، لأن أهل الجنة لا يتكلمون إلا بالحكمة وحمد الله على ما رزقهم، قاله الفراء.
{ فيها سُرُرٌ مرفوعةٌ } والسرر جمع سرير، وهو مشتق من السرور وفي وصفها بأنها مرفوعة ثلاثة أوجه:
أحدها: لأن بعضها مرفوع فوق بعض.
الثاني: مرفوعة في أنفسهم لجلالتها وحبهم لها، قاله الفراء.
الثالث: أنها مرفوعة المكان لارتفاعها وعلوها.
فعلى هذا في وصفها بالعلو والارتفاع وجهان:
أحدهما: ليلتذ أهلها بارتفاعها، قاله ابن شجرة.
الثاني: ليشاهدوا بارتفاعهم ما أُعطوه من مُلك وأُوتوه من نعيم، قاله ابن عيسى.
فأما قوله { وأكوابٌ موضوعةٌ } فالأكواب: الأواني، وقد مضى القول في تفسيرها.
وفي قوله " موضوعة" وجهان:
أحدهما: في أيديهم للاستمتاع بالنظر إليها لأنها من ذهب وفضة.
الثاني: يعني أنها مستعملة على الدوام، لاستدامة شربهم منها، قاله المفضل.
{ ونمارقُ مَصْفوفَةٌ } فيه وجهان:
أحدهما: الوسائد، واحدها نمرقة، قاله قتادة.
الثاني: المرافق، قاله ابن أبي طلحة، قال الشاعر:

وريم أحمّ المقلتين محبّب زرابيُّه مبثوثةٌ ونمارِقُه

{ وزرابيُّ مْبْثوثةٌ } فيها وجهان:
أحدهما: هي البسط الفاخرة، قاله ابن عيسى.
الثاني: هي الطنافس المخملة، قاله الكلبي والفراء.
وفي " المبثوثة" أربعة أوجه:
أحدها: مبسوطة، قاله قتادة.
الثاني: بعضها فوق بعض، قاله عكرمة.
الثالث: الكثيرة، قاله الفراء.
الرابع: المتفرقة، قاله ابن قتيبة.