التفاسير

< >
عرض

فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ
١٠٢
ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٠٣
قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٠٤
وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
١٠٥
-يونس

معالم التنزيل

{ فهلْ يَنتَظِرُونَ }، يعني: مشركي مكة، { إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ }، مضوا، { مِن قَبْلِهِمْ }، من مكذبي الأمم، قال قتادة: يعني وقائع الله في قوم نوح وعاد وثمود. والعرب تسمي العذاب أياماً، والنعيم أياماً؛ كقوله: { { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ } [إبراهيم:5]، وكل ما مضى عليك من خير وشر فهو أيام، { قُلْ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنَّى مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ }.

{ ثُمَّ نُنَجِّى رُسُلَنَا }، قرأ يعقوب «نُنجي» خفيف مختلف عنه، { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ }، معهم عند نزول العذاب معناه: نجينا، مستقبلٌ بمعنى الماضي، { كَذَٰلِكَ }، كما نجيناهم، { حَقّاً }، واجباً، { عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ }، قرأ الكسائي وحفص ويعقوب «ننجي» بالتخفيف والآخرون بالتشديد، ونَجَّا وأنجى بمعنى واحد.

قوله تعالى: { قُلْ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى شَكٍّ مِّن دِينِى }، الذي أدعوكم إليه.

فإن قيل: كيف قال: إن كنتم في شك، وهم كانوا يعتقدون بطلان ما جاء به؟. قيل: كان فيهم شاكّون، فهم، المراد بالآية، أو أنهم لما رأوا الآيات اضطربوا وشكوا في أمرهم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله عزّ وجلّ: { فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ }، من الأوثان، { وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِى يَتَوَفَّاكُمْ }، يُميتكم ويقبض أرواحكم، { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }.

قوله: { وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً }، قال ابن عباس: عملك. وقيل: استقم على الدين حنيفاً. { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }.