قوله تعالى: { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ }، أي: من السماء بالمطر، ومن الأرض بالنبات، { أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ }، أي: من إعطائكم السمع والأبصار، { وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } يخرج الحي من النطفة والنطفة من الحي، { وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ }؟ أي: يقضي الأمر، { فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ }، هو الذي يفعل هذه الأشياء، { فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }؟ أفلا تخافون عقابه في شرككم؟ وقيل: أفلا تتقون الشرك مع هذا الإِقرار؟.
{ فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ }، الذي يفعل هذه الأشياء هو ربكم، { ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ }؟ أي: فأين تصرفون عن عبادته وأنتم مقرون به؟.
{ كَذَلِكَ }. قال الكلبي: هكذا، { حَقَّتْ }، وجبتْ، { كَلِمَةُ رَبِّكَ }، حكمه السابق، { عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ }، كفروا، { أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }، قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر: «كلماتُ ربَّك» بالجمع هاهنا موضعين، وفي المؤمن، والآخرون على التوحيد.
قوله: { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ }، أوثانكم { مَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ }، ينشىء الخلق من غير أصل ولا مثال، { ثُمَّ يُعِيدُهُ }، ثم يحييه من بعد الموت كهيئته، فإن أجابوك وإلا فـ { قُلْ } أنتَ: { ٱللَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ }؟ أي: تصرفون عن قصد السبيل.