{وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ}، يعني: قول المشركين، تمَّ الكلام هاهنا ثم ابتدأ، فقال: {إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ} يعني الغلبة والقدرة لله {جَمِيعاً} هو ناصرك، وناصر دينك، والمنتقم منهم.
قال سعيد بن المسيب: إنّ العزّةَ للّهِ جميعاً يعني: أن الله يعزّ من يشاء، كما قال في آية أخرى:
{ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [المنافقون: 8]، وعزة الرسول والمؤمنين بالله فهي كلها لله. {هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ}.
{أَلاۤ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَاوَات وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ}، هو استفهام معناه: وأيّ شيء يتّبع الذين يدعون من دون الله شركاء؟
وقيل: وما يتبعون حقيقة، لأنهم يعبدونها على ظن أنهم شركاء فيشفعون لنا، وليس على ما يظنون، {إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ}، يظنون أنها تُقرّبهم إلى الله تعالى، {وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}، يكذبون.
{هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلْلَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً}، مضيئاً يُبصر فيه، كقولهم: ليل نائم وعيشة راضيةُ. قال قُطرب: تقول العرب: أظلم الليل وأضاء النهار وأبصر، أي: صار ذا ظلمة وضياء وبصر، {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}، سمعَ الاعتبار أنه مما لا يقدر عليه إلاّ عالم قادر.
{قَالُواْ}، يعني: المشركين، {ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً}، وهو قولهم الملائكة بنات الله، {سُبْحَانَهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ}، عن خلقه، {لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَات وَمَا فِي ٱلأَرْضِ}، عبيداً وملكاً، {إِنْ عِندَكُمْ}، ما عندكم، {مِّن سُلْطَانٍ}، حجة وبرهان، و«من» صلة {بِهَـٰذَآ أَتقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.
{قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}، لا ينجون، وقيل: لا يبقون في الدنيا، ولكن.