التفاسير

< >
عرض

أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ
١
فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ
٢
وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ
٣
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ
٤
ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ
٥
ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ
٦
وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ
٧
-الماعون

معالم التنزيل

{ أَرَءَيْتَ ٱلَّذِى يُكذِّبُ بِٱلدِّينِ }, قال مقاتل: نزلت في العاص بن وائل السهمي. وقال السُّدي, ومقاتل بن حيان, وابن كيسان: في الوليد بن المغيرة. قال الضحاك: نزلت في عمرو بن عائد المخزومي. وقال عطاء عن ابن عباس: في رجل من المنافقين.

ومعنى "يُكذّب بالدين" أي بالجزاء والحساب.

{ فَذَلِكَ ٱلَّذِى يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ }، يقهره ويدفعه عن حقه، والدعُّ: الدفع بالعنف والجفوة.

{ وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ }، لا يطعمه ولا يأمر بإطعامه, لأنه يكذب بالجزاء.

{ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلَـٰتِهِمْ سَاهُونَ } أي: عن مواقيتها غافلون.

أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي, أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي, أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفَّار, أخبرنا أبو جعفر محمد بن غالب بن تمام الضبي, حدثنا حَرَمِيُّ بن حفص القَسْمَلّي حدثنا عكرمة بن إبراهيم الأزدي, حدثنا عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن { ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلَـٰتِهِمْ سَاهُونَ }، قال: "إضاعة الوقت" .

قال ابن عباس: هم المنافقون يتركون الصلاة إذا غابوا عن الناس، ويصلونها في العلانية إذا حضروا. لقوله تعالى: { ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ }، وقال في وصف المنافقين: { { وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ } [النساء:142].

وقال قتادة: ساهٍ عنها لا يبالي صلَّى أم لم يصلّ.

وقيل: لا يرجون لها ثواباً إن صلَّوا ولا يخافون عقاباً إن تركوا.

وقال مجاهد: غافلون عنها يتهاونون بها.

وقال الحسن: هو الذي إن صلاها صلاّها رياءً، وإن فاتته لم يندم.

وقال أبو العالية: لا يصلونها لمواقيتها ولا يتمون ركوعها وسجودها.

{ وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ }، روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: هي الزكاة، وهو قول ابن عمر، والحسن وقتادة والضحاك.

وقال عبد الله بن مسعود: "الماعون": الفأس, والدلو, والقِدْر, وأشباه ذلك، وهي رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس.

قال مجاهد: "الماعون" العارية. وقال عكرمة: أعلاها الزكاة المعروفة، وأدناها عارية المتاع.

وقال محمد بن كعب والكلبي: "الماعون": المعروف الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم.

قال قطرب: أصل الماعون من القلة، تقول العرب: ما له: سعة ولا منعة، أي شيء قليل، فسمى الزكاة والصدقة والمعروف ماعوناً لأنه قليل من كثير.

وقيل: "الماعون": ما لا يحل منعه, مثل: الماء, والملح, والنار.