التفاسير

< >
عرض

قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ
٦٣
وَيٰقَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ
٦٤
فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ
٦٥
-هود

معالم التنزيل

{ قَالَ يَٰقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً مِّن رَّبِّى وَءَاتَـٰنِى مِنْهُ رَحْمَةً }، نبوة وحكمة، { فَمَن يَنصُرُنِى مِنَ ٱللَّهِ }، أي: من يمنعني من عذاب الله، { إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِى غَيْرَ تَخْسِيرٍ }، قال ابن عباس: معناه: غير بصارة في خسارتكم.

قال الحسين بن الفضل: لم يكن صالح عليه السلام في خسارة حتى قال فما «فما تزيدونني غير تخسير»، وإنما المعنى: ما تزيدونني بما تقولون إلا نسبتي إيّاكم إلى الخسارة.

والتفسيق والتفجير في اللغة هو: النسبة إلى الفسق والفجور، وكذلك التخسير هو: النسبة إلى الخسران.

{ وَيَٰقَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً }، نصب على الحال والقطع، وذلك أن قومَهُ طلبوا منه أن يخرج ناقةً عُشَراء من هذه الصخرة، وأشاروا إلى صخرة، فدعا صالح عليه السلام فخرجت منها ناقة وولدت في الحال ولداً مثلها، فهذا معنى قوله: { هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ ءَايَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِىۤ أَرْضِ ٱللَّهِ }، من العشب والنبات فليست عليكم مؤونتها، { وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ }: ولا تصيبوها بعقر، { فَيَأْخُذَكُمْ }، إن قتلتموها، { عَذَابٌ قَرِيبٌ }.

{ فَعَقَرُوهَا فَقَالَ } لهم صالح: { تَمَتَّعُواْ }، عيشوا، { فِى دَارِكُمْ }، أي: في دياركم، { ثَلَـٰثَةَ أَيَّامٍ }، ثم تهلكون، { ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ }، أي: غير كذب.

رُوي أنه قال لهم: يأتيكم العذاب بعد ثلاثة أيام فتُصبحون اليوم الأول ووجوهكم مُصْفَرَّة، وفي اليوم الثاني مُحْمَرَّة، وفي اليوم الثالث مسودَّة، فكان كما قال، وأتاهم العذاب اليوم الرابع.