{وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ}
{فَلَمَّا رَّأَى}، قطفير، {قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ} عرف خيانة امرأته وبراءة يوسف عليه السلام، {قَالَ} لها {إِنَّهُ}، أي: هذا الصنيع، {مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}، وقيل: إن هذا من قول الشاهد ثم أقبل قطفيرعلى يوسف فقال:
{يُوسُفُ}، أي: يايوسفُ، {أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا} أي: عن هذا الحديث، فلا تذكره لأحدٍ حتى لا يشيع.
وقيل: معناه لا تكترث له، فقد بان عذرُك وبراءَتُك.
ثم قال لامرأته: {وَٱسْتَغْفِرِى لِذَنبِكِ}، أي: توبي إلى الله، {إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلْخَـٰطِئِينَ}.
وقيل: إن هذا من قول الشاهد ليوسف ولراعيل.
أراد بقوله: (واستغفري لذنبك)، أي سلي زوجك أن لا يعاقبك ويصفح عنك، {إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلْخَـٰطِئِينَ} من المذنبين، حتى راودتِ شابّاً عن نفسه وخُنْتِ زوجك، فلما استعصم كذبتِ عليه، وإنما قال: "من الخاطئين" ولم يقل: من الخاطئات، لأنه لم يقصد به الخبر عن النساء بل قصد به الخبر عمن يفعل ذلك، تقديره: من القوم الخاطئين، كقوله تعالى:
{ وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَٰنِتِينَ } [التحريم:12] بيانه قوله تعالى: { { إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَٰفِرِينَ } } [النمل:43].