قوله عزّ وجلّ: { ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقَدِرُ }، أي: يُوسِّع على من يشاء ويُضيقُ على من يشاء.
{ وَفَرِحُواْ بِٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا }، يعني: مشركي مكة أَشِروا وَبَطروا، والفرح: لذة في القلب بِنَيْل المشتهى، وفيه دليل على أن الفرح بالدنيا حرام.
{ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا فِى ٱلأَخِرَةِ إِلاَّ مَتَـٰعٌ } أي: قليل ذاهب. قال الكلبي: كمثل السُكرجةِ والقَصعة والقدَحِ والقِدرِ ينتفع بها ثم تذهب.
{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }، من أهل مكة، { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِىۤ إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ } أي: يهدي إليه من يشاء بالإِنابة. وقيلَ: يرشدُ إلى دينه من رجع إليه بقلبه.
{ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ }، في محل النصب، بدلاٌ من قوله: "من أَنَابَ"، { وَتَطْمَئِنُّ }، تسكن، { قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ }، قال مقاتل: بالقرآن، والسُّكون يكون باليقين، والاضطراب يكون بالشك، { أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ }، تسكن قلوب المؤمنين ويستقر فيها اليقين.
قال ابن عباس: هذا في الحَلِفِ، يقول: إذا حلف المسلم بالله على شيءٍ تسكن قلوبُ المؤمنينَ إليه.
فإن قيل: أليس قد قال الله تعالى:
{ { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } [الأنفال: 2]، فكيف تكونُ الطمأنينةُ والوَجَل في حالةٍ واحدةٍ؟.
قيل: الوَجَل عند ذكر الوعيد والعقاب، والطمأنينة عند ذكر الوعد والثواب، فالقلوب توجل إذا ذكرت عدل الله وشدة حسابه، وتطمئنُّ إذا ذكرت فضل الله وثوابه وكرمه.