{ قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ }، قال الفراء: هذا جزم على الجزاء، { وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلَـٰلٌ }، مخاللة وصداقة. قرأ ابن كثير، وابن عمرو، ويعقوب: "لا بيعَ فيه ولا خلالَ" بالنصب فيهما على النفي العام. وقرأ الباقون: "لا بيعٌ ولا خلال" بالرفع والتنوين.
{ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلْفُلْكَ لِتَجْرِىَ فِى ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ }، { وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلأنَّهَارَ }، ذللها لكم، تجرُونها حيث شئتم.
{ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ دَآئِبَينَ }، يجريان فيما يعود إلى مصالح العباد ولا يَفْتُرَان، قال ابن عباس دؤوبُهُما في طاعة الله عزّ وجلّ.
{ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ }، يتعاقبان في الضياء والظلمة والنقصان والزيادة.
{ وَءَاتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ }، يعني: وآتاكم من كل شيء سألتموه شيئاً، فحذف الشيء الثاني اكتفاءً بدلالة الكلام، على التبعيض.
وقيل: هو على التكثير نحو قولك: فلان يعلم كلَّ شيء، وآتاه كلَّ النَّاس، وأنت تعني بعضهم، نظيره قوله تعالى:
{ { فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَىْءٍ } [الأنعام: 44].
وقرأ الحسن { من كلٍّ }، بالتنوين { ما } على النفي يعني من كل ما لم تسألوه، يعني: أعطاكم أشياء ما طلبتموها ولا سألتموها.
{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ }، أي: نعم الله، { لاَ تُحْصُوهَآ }، أي: لا تطيقوا عدَّها ولا القيام بشُكرِها.
{ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }، أي: ظالم لنفسه بالمعصية، كافرٌ بربِّه عز وجل في نعمته. وقيل: الظلوم، الذي يشكر غير من أنعم عليه، والكافر: من يجحد مُنْعِمَه.