قوله تعالى: { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ }، بلغتهم ليفهموا عنه.
فإن قيل: كيف هذا وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى كافة الخلق؟
قيل: بُعِث من العرب بلسانهم، والناس تَبَعٌ لهم، ثم بثَّ الرسل إلى الأطراف يدعونهم إلى الله عزّ وجلّ ويترجمون لهم بألسنتهم.
{ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }.
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } أي: من الكفر إلى الإِيمان بالدعوة، { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ }، قال ابن عباس وأبي بن كعب ومجاهد وقتادة: بنعم الله.
وقال مقاتل: بوقائع الله في الأمم السالفة. يقال: فلان عالم بأيام العرب، أي بوقائعهم، وإنما أراد بما كان في أيام الله من النعمة والمحنة، فأجتزأ بذكر الأيام عنها لأنها كانت معلومة عندهم.
{ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لآيَـٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }، و"الصبَّارُ": الكثير الصبر، و"الشكور": الكثير الشكر، وأراد: لكل مؤمن، لأن الصبر والشكر من خصال المؤمنين.