التفاسير

< >
عرض

وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ
٤٩
سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ
٥٠
لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
٥١
هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
٥٢
-إبراهيم

معالم التنزيل

{ وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ }، مشدودين بعضهم ببعض، { فِى ٱلأَصْفَادِ }، في القيود والأغلال، واحدها صَفَد، وكل من شددته شداً وثيقاً فقد صفدته.

قال أبو عبيدة: صَفَدْتُ الرجل فهو مصفود، وصفَّدته بالتشديد فهو مصفَّد.

وقيل: يقرن كل كافر مع شيطانه في سلسلة، بيانه قوله تعالى: { { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَٰجَهُمْ } [الصافات: 22]، يعني: قرناءهم من الشياطين.

وقيل: معناه مقرنة أيديهم وأرجلهم إلى رقابهم بالأصفاد والقيود، ومنه قيل للحبْل: قَرَن.

{ سَرَابِيلُهُم }، أي: قُمُصُهم، واحدها سربال. { مِّن قَطِرَانٍ } هو ما تهنأ به الإِبل.

وقرأ عكرمة ويعقوب { من قطرِآنٍ } على كلمتين منونتين والقطر: النحاس، والصفر المذاب، والآن: الذي انتهى حرُّه، قال الله تعالى: { { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ } [الرحمن: 44].

{ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمْ ٱلنَّارُ }، أي: تعلو.

{ لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ }، من خير وشر، { إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }.

{ هَـٰذَا }، أي: هذا القرآن، { بَلَـٰغٌ }، أي: تبليغ وعظة، { لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ }، وليخوفوا، { بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ }، أي: ليستدلوا بهذه الآيات على وحدانية الله، { وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَـٰبِ }، أي: ليتعظ أولوا العقول.