التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ
٩٧
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ
٩٨
وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ
٩٩
-الحجر

معالم التنزيل

{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ }، قال ابن عباس: فصلِّ بأمر ربك { وَكُنْ مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِينَ }، من المصلين المتواضعين.

وقال الضحاك: { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ }: قلْ سبحان الله وبحمده { وَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ } المصلين وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.

{ وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ }، أي الموت الموقن به، وهذا معنى ما ذكر في سورة مريم: { وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ وَٱلزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً }.

أخبرنا المطهر بن علي الفارسي، أخبرنا محمد بن إبراهيم الصالحي، أخبرنا عبدالله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ الحافظ، حدثنا أمية بن محمد الصواف البصري، حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا أبي والهيثم بن خرجة قالا: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم، عن أبي مسلم الخولاني عن جبير بن نفير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أوحي إليَّ أن أجمع المال وأكون من التاجرين ولكن أوحى إليَّ أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" .

وروي عن عمر رضي الله عنه قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى مصعب بن عمير مقبلاً وعليه إهاب كبش قد تنطق به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظروا إلى هذا الذي نوّر الله قلبه لقد رأيته بين أبويه يغذيانه بأطيب الطعام والشراب، ولقد رأيت عليه حلّة شراها، أو شريت له، بمائتي درهم، فدعاه حبُّ الله ورسوله إلى ما ترونه" . والله أعلم.