التفاسير

< >
عرض

وَعَلَىٰ ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
٩
هُوَ ٱلَّذِي أَنْزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ
١٠
-النحل

معالم التنزيل

قوله تعالى: { وَعَلَى ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ } يعني: بيان طريق الهدى من الضلالة. وقيل: بيان الحق بالآيات والبراهين والقصد: الصراط المستقيم.

{ وَمِنْهَا جَآئِرٌ } يعني: ومن السبيل جائر عن الاستقامة معوجٌّ، فالقصد من السبيل: دين الإِسلام، والجائر منها: اليهودية، والنصرانية، وسائر مِلَلِ الكفر.

قال جابر بن عبدالله: "قصد السبيل": بيان الشرائع والفرائض.

وقال عبدالله بن المبارك، وسهل بن عبدالله: "قصد السبيل" السنة، "ومنها جائر" الأهواء والبدع، دليله قوله تعالى: { وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ } [الأنعام: 153].

{ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }، نظيره قوله تعالى: { { وَلَوْ شِئْنَا لأَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } [السجدة: 13].

قوله عزّ وجلّ: { هُوَ ٱلَّذِىۤ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً لَّكُم مَّنْهُ شَرَابٌ }، تشربونه، { وَمِنْهُ شَجَرٌ }، أي: من ذلك الماء شراب أشجاركم، وحياة نباتكم، { فِيهِ } يعني: في الشجر، { تُسِيمُونَ }، ترعون مواشيكم.