{ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ وَٱلزُّبُرِ }، واختلفوا في الجالب للباء في قوله { بِٱلْبَيِّنَـٰتِ } قيل: هي راجعة إلى قوله: { وَمَآ أَرْسَلْنَا }، وإلا بمعنى غير، مجازه: وما أرسلنا من قبلك بالبينات والزبر غير رجال يُوحى إليهم ولم نبعث ملائكة.
وقيل: تأويله وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً يوحى إليهم أرسلناهم بالبينات والزبر.
{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ }، أراد بالذكر الوحيَ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم مبيِّناً للوحي، وبيان الكتاب يطلب من السنة، { وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }.
{ أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ }، عملوا { ٱلسَّيِّئَاتِ }، من قبل، يعني: نمرودَ بن كنعان وغيره من الكفار، { أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ }.
{ أَوْ يَأْخُذَهُمْ }، بالعذاب، { فِى تَقَلُّبِهِمْ }، تصرُّفهم في الأسفار. وقال ابن عباس: في اختلافهم. وقال ابن جريج: في إقبالهم وإدبارهم، { فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ }، بسابقين الله.
{ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ }، والتخوُّف: التنقُّص، أي: ينقص من أطرافهم ونواحيهم الشيء بعد الشيء حتى يهلك جميعهم، يقال: تخوَّفه الدهر وتخوَّنه: إذا نقصه وأخذ ماله وحشمه.
ويقال: هذه لغة بني هذيل.
وقال الضحاك والكلبي: هو من الخوف، أي يعذب طائفة فيتخوف الآخرون أن يصيبهم مثل ما أصابهم.
{ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ }، حين لم يعجل بالعقوبة.