التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلْرِّزْقِ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ
٧١
وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ
٧٢
-النحل

معالم التنزيل

{ وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِى ٱلْرِّزْقِ }، بسط على واحدٍ، وضيَّق على الآخر، وقلّل وكثّر.

{ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّى رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ }، من العبيد، { فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ }، أي: حتى يستووا هم وعبيدهم في ذلك. يقول الله تعالى: لا يرضون أن يكونوا هم ومماليكهم فيما رزقتهم سواء، وقد جعلوا عبيدي شركائي في ملكي وسلطاني. يلزم به الحجة على المشركين.

قال قتادة: هذا مَثَل ضربه الله عزّ وجلّ، فهل منكم أحد يشركه مملوكه في زوجته وفراشه وماله؟ أفتعدلون بالله خلقه وعباده؟؟

{ أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ }، بالإِشراك به، وقرأ أبو بكر بالتاء لقوله: "والله فضّل بعضَكم على بعض في الرزق"، الآخرون بالياء لقوله: "فهم فيه سواء".

قوله تعالى: { واللهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجاً }، يعني: النساء، خلق من آدم زوجته حواء. وقيل: "من أنفسكم" أي: من جنسكم أزواجاً.

{ وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَٰجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً }، قال ابن مسعود، والنخعي: الحفدة أختان الرجل على بناته.

وعن ابن مسعود أيضاً: أنهم الأصهار، فيكون معنى الآية على هذا القول: وجعل لكم من أزواجكم بنين وبنات، تزوجونهم فيحصل بسببهم الأختان والأصهار.

وقال عكرمة، والحسن، والضحاك: هم الخدم.

قال مجاهد: هم الأعوان، مَنْ أعانك فقد حفدك.

وقال عطاء: هم ولد ولد الرجل، الذين يعينونه ويخدمونه.

وقال قتادة: مهنة يمتهنونكم ويخدمونكم من أولادكم.

قال الكلبي ومقاتل: "البنين": الصغار، و"الحفدة": كبار الأولاد الذين يعينونه على عمله.

وروى مجاهد، وسعيد بن جبير عن ابن عباس: أنهم ولد الولد.

وروى العوفي عنه: أنهم بنو امرأة الرجل ليسوا منه.

{ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ }، من النِّعم والحلال، { أَفَبِالبَاطِلِ }، يعني الأصنام، { يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }؟ يعني التوحيد والإِسلام.

وقيل: "الباطل": الشيطان، أمرهم بتحريم البَحِيْرَة، والسائبة، و"بنعمة الله" أي: بما أحلَّ الله لهم "يكفرون": يجحدون تحليله.