{ وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِى ٱلْرِّزْقِ }، بسط على واحدٍ، وضيَّق على الآخر، وقلّل وكثّر.
{ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّى رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ }، من العبيد، { فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ }، أي: حتى يستووا هم وعبيدهم في ذلك. يقول الله تعالى: لا يرضون أن يكونوا هم ومماليكهم فيما رزقتهم سواء، وقد جعلوا عبيدي شركائي في ملكي وسلطاني. يلزم به الحجة على المشركين.
قال قتادة: هذا مَثَل ضربه الله عزّ وجلّ، فهل منكم أحد يشركه مملوكه في زوجته وفراشه وماله؟ أفتعدلون بالله خلقه وعباده؟؟
{ أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ }، بالإِشراك به، وقرأ أبو بكر بالتاء لقوله: "والله فضّل بعضَكم على بعض في الرزق"، الآخرون بالياء لقوله: "فهم فيه سواء".
قوله تعالى: { واللهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجاً }، يعني: النساء، خلق من آدم زوجته حواء. وقيل: "من أنفسكم" أي: من جنسكم أزواجاً.
{ وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَٰجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً }، قال ابن مسعود، والنخعي: الحفدة أختان الرجل على بناته.
وعن ابن مسعود أيضاً: أنهم الأصهار، فيكون معنى الآية على هذا القول: وجعل لكم من أزواجكم بنين وبنات، تزوجونهم فيحصل بسببهم الأختان والأصهار.
وقال عكرمة، والحسن، والضحاك: هم الخدم.
قال مجاهد: هم الأعوان، مَنْ أعانك فقد حفدك.
وقال عطاء: هم ولد ولد الرجل، الذين يعينونه ويخدمونه.
وقال قتادة: مهنة يمتهنونكم ويخدمونكم من أولادكم.
قال الكلبي ومقاتل: "البنين": الصغار، و"الحفدة": كبار الأولاد الذين يعينونه على عمله.
وروى مجاهد، وسعيد بن جبير عن ابن عباس: أنهم ولد الولد.
وروى العوفي عنه: أنهم بنو امرأة الرجل ليسوا منه.
{ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ }، من النِّعم والحلال، { أَفَبِالبَاطِلِ }، يعني الأصنام، { يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }؟ يعني التوحيد والإِسلام.
وقيل: "الباطل": الشيطان، أمرهم بتحريم البَحِيْرَة، والسائبة، و"بنعمة الله" أي: بما أحلَّ الله لهم "يكفرون": يجحدون تحليله.