التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً
٣٢
وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً
٣٣
-الإسراء

معالم التنزيل

{ وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً }.

{ وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلحَقِّ }، وحقها ما روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَحِلُّ دمُ امرىءٍ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث: رجل كَفَر بعد إيمانه، أو زنٰى بعد إحصانه، أو قتل نفساً بغير نفس فيقتل بها "

{ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَـٰناً }، أي: قوةً وولاية على القاتل بالقتل، قاله مجاهد.

وقال الضحاك: سلطانه هو أنه يتخيَّر، فإن شاء استقاد منه، وإن شاء أخذ الدية، وإن شاء عفا عنه.

{ فَلاَ يُسْرِف فِّى ٱلْقَتْلِ }، قرأ حمزة والكسائي: { فلا تسرف } بالتاء يخاطب ولي القتيل، وقرأ الآخرون: بالياء على الغائب أي: لا يسرف الولي في القتل.

واختلفوا في هذا الإِسراف الذي منع منه، فقال ابن عباس، وأكثر المفسرين: معناه لا يقتل غير القاتل، وذلك أنهم كانوا في الجاهلية إذا قُتل منهم قتيل لا يرضون بقتل قاتله حتى يقتلوا أشرف منه.

وقال سعيد بن جبير: إذا كان القاتل واحداً فلا يقتل جماعة بدل واحد، وكان أهل الجاهلية إذا كان المقتول شريفاً لا يرضون بقتل القاتل وحده حتى يقتلوا معه جماعة من أقربائه.

وقال قتادة: معناه لا يمثل بالقاتل.

{ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا }، فالهاء راجعة إلى المقتول في قوله: { وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا } يعني: إن المقتول منصور في الدنيا بإيجاب القَوَدِ على قاتله، وفي الآخرة بتكفير خطاياه وإيجاب النار لقاتله، هذا قول مجاهد.

وقال قتادة: الهاء راجعة إلى ولي المقتول، معناه: إنه منصور على القاتل باستيفاء القصاص منه أو الدية.

وقيل في قوله: { فَلاَ يُسْرِف فِّى ٱلْقَتْلِ } أنه أراد به القاتل المعتدي، يقول: لا يتعدىٰ بالقتل بغير الحق، فإنه إن فعل ذلك فوليُّ المقتول منصور من قِبَلي عليه باستيفاء القصاص منه.