التفاسير

< >
عرض

ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا
١
قَيِّماً لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً
٢
-الكهف

معالم التنزيل

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ }، أثنى الله على نفسه بإنعامه على خلقه، وخصَّ رسوله صلى الله عليه وسلم بالذكر، لأن إنزال القرآن عليه كان نعمة عليه على الخصوص، وعلى سائر الناس على العموم. { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً }.

{ قَيِّماً }، فيه تقديم وتأخير، معناه: أنزل على عبده الكتاب قيِّماً، ولم يجعل له عوجاً، "قَيماً" أي: مستقيماً. قال ابن عباس: عدلاً. وقال الفراء: قيماً على الكتب كلها أي: مصدقاً لها ناسخاً لشرائعها.

وقال قتادة: ليسى على التقديم والتأخير، بل معناه: أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، ولكن جعله قيماً ولم يكن مختلف على ما قال الله تعالى: { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً } [النساء: 82].

وقيل: معناه لم يجعله مخلوقاً. وروي عن ابن عباس في قوله: { قُرْءَاناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِى عِوَجٍ } [الزمر: 28] أي: غير مخلوق.

{ لِّيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا }، أي: لينذر ببأسٍ شديد، { مِّن لَّدُنْهُ }، أي: من عنده، { وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا }، أي الجنة.