{ إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ }، أي: يعلموا بمكانكم، { يَرْجُمُوكُمْ } قال ابن جريج: يشتمونكم ويؤذونكم بالقول. وقيل: يقتلوكم، وقيل: كان من عاداتهم القتل بالحجارة وهو أخبث القتل. وقيل يضربوكم، { أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِى مِلَّتِهِمْ } أي: إلى الكفر، { وَلَن تُفْلِحُوۤاْ إِذًا أَبَدًا }، إن عدتم إليه.
قوله عزّ وجلّ: { وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا } أي: أطلعنا، { عَلَيْهِمْ }، يقال: عَثَرْتُ على الشيء: إذا اطلعت عليه وأَعْثَرْتُ غيري، أي: أطلعته، { لِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ }، يعني قوم بيدروس الذين أنكروا البعث، { وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَآ إِذْ يَتَنَـٰزَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ }، قال ابن عباس: يتنازعون في البنيان، فقال: المسلمون: نبني عليهم مسجداً يصلي فيه الناس لأنهم على ديننا، وقال المشركون: نبني عليهم بنياناً لأنهم من أهل نسبنا.
وقال عكرمة: تنازعوا في البعث، فقال المسلمون: البعث للأجساد والأرواح معاً، وقال قوم: للأرواح دون الأجساد، فبعثهم الله تعالى وأراهم أن البعث للأجساد والأرواح.
وقيل: تنازعوا في مدة لبثهم. وقيل: في عددهم.
{ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِم بُنْيَـٰنًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ }، بيدروس الملك وأصحابه، { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا }.