التفاسير

< >
عرض

وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً
١٤
وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَياً
١٥
وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً
١٦
-مريم

معالم التنزيل

{ وَبَرًّا بِوَٰلِدَيْهِ }، أي باراً لطيفاً بهما محسناً إليهما. { وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً }، و"الجبَّار": المتكبر، وقيل: "الجبار": الذي يضرب ويقتل على الغضب، و"العَصِيُّ": العاصي.

{ وَسَلَـٰمٌ عَلَيْهِ }، أي: سلامة له، { يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً }، قال سفيان بن عيينة: أوحش ما يكون الإِنسان في هذه الأحوال: يوم ولد فيخرج مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قوماً لم يكن عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر لم يرَ مثله، فخصَّ يحيـى بالسلامة في هذه المواطن.

قوله عزّ وجلّ: { وَٱذْكُرْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ }، في القرآن، { مَرْيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتْ }، تنحَّتْ واعتزلت، { مِنْ أَهْلِهَا }، من قومها، { مَكَاناً شَرْقِيّاً }، أي: مكاناً في الدار مما يلي المشرق، وكان يوماً شاتياً شديد البرد، فجلست في مشرقة تفلي رأسها.

وقيل: كانت طهرت من المحيض، فذهبت لتغتسل.

قال الحسن: ومن ثم اتخذت النصارى المشرقَ قبلةً.