{ قَالَ }، جبريل: { كَذَٰلِكِ }، قيل: معناه كما قلت يامريم ولكن، { قَالَ رَبُّك }. وقيل هكذا قال ربك، { هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌ }، أي: خَلْق ولد بلا أب، { وَلِنَجْعَلَهُ ءَايَةً }، علامة، { لِّلْنَّاسِ }، ودلالة على قدرتنا، { وَرَحْمَةً مِّنَّا }، ونعمة لمن تبعه على دينه، { وَكَانَ } ذلك، { أَمْراً مَّقْضِيّاً }، محكوما مفروغاً منه لا يُرَدُّ ولا يبدَّل.
قوله عزّ وجلّ: { فَحَمَلَتْهُ }، قيل: إن جبريل رفع عنها درعها فنفخ في جيبه فحملت حين لبست.
وقيل: مدَّ جيب درعها بأصبعه ثم نفخ في الجيب.
وقيل: نفخ في كم قميصها. وقيل: في فيها.
وقيل: نفخ جبريل عليه السلام نفخاً من بعيد فوصل الريح إليها فحملت بعيسى في الحال، { فَٱنتَبَذَتْ بِهِ }، أي: تنحَّتْ بالحمل، وانفردت، { مَكَاناً قَصِيّاً }، بعيداً من أهلها.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: أقصى الوادي، وهو وادي بيت لحم، فراراً من قومها أن يعيِّروها بولادتها من غير زوج.
واختلفوا في مدة حملها ووقت وضعها؛ فقال ابن عباس رضي الله عنهما: كان الحمل والولادة في ساعة واحدة.
وقيل: كان مدة حملها تسعة أشهر كحمل سائر النساء.
وقيل: كان مدة حملها ثمانية أشهر، وكان ذلك آية أخرى لأنه لا يعيش ولد يولد لثمانية أشهر، وولد عيسى لهذه المدة وعاش.
وقيل: ولدت لستة أشهر.
وقال مقاتل بن سليمان: حملته مريم في ساعة، وصوِّر في ساعة، ووضعته في ساعة حين زالت الشمس من يومها، وهي بنت عشر سنين، وكانت قد حاضت حيضتين قبل أن تحمل بعيسى.