{إِذْ قَالَ}، إبراهيم، {لأَِبِيهِ}، آزر وهو يعبد الأصنام، {يَٰأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ}، صوتاً، {وَلاَ يُبْصِرُ}، شيئاً، {وَلاَ يُغْنِى عَنكَ}، أي لا يكفيك، {شَيْئاً}.
{يَٰأَبَتِ إِني قَدْ جَآءَنِى مِنَ ٱلْعِلْمِ}، بالله والمعرفة، {مَا لَمْ يَأْتِك فَٱتَّبِعْنِي}، على ديني، {أَهْدِكَ صِرَٰطاً سَوِيّاً}، مستقيماً.
{يَٰأَبَتِ لاَ تَعْبُدِ ٱلشَّيْطَـٰنَ}، لا تطعه فيما يزيَّن لك من الكفر والشرك، {إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ عَصِيّاً}: عاصياً، "كان" بمعنى الحال، أي: هو كذلك.
{يَٰأَبَتِ إِنِّىۤ أَخَافُ}، أي أعلم، {أَن يَمَسَّكَ}، يصيبك، {عَذَابٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ} أي: إن أقمتَ على الكفر، {فَتَكُونَ لِلشَّيْطَـٰنِ وَلِيّاً}، قريناً في النار.
{قَالَ} أبوه مجيباً له: {أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِى يَٰإِبْرَٰهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ}، لئن لم تسكت وترجع عن عيبك آلهتنا وشتمك إيّاها، {لأَرْجُمَنَّكَ}، قال الكلبي، ومقاتل، والضحاك: لأشتمنّك، ولأُبْعِدَنّك عني بالقول القبيح.
قال ابن عباس: لأضربنّك. وقال عكرمة: لأقتلنّك بالحجارة.
{وَٱهْجُرْنِى مَلِيّاً}، قال الكلبي: اجنبني طويلاً. وقال مجاهد وعكرمة: حيناً.
وقال سعيد بن جبير: دهراً. وأصل "الحين": المكث، ومنه يقال: فمكثت حيناً، "والمَلَوان": الليل والنهار.
وقال قتادة وعطاء: سالماً. وقال ابن عباس: اعتزلني سالماً لا تصيبك مني معرّة، يقال: فلان ملي بأمر كذا: إذا كان كافياً.