{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ }، الكناية راجعة إلى الذين يتَّبعون الداعي، أي يعلم الله { مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } ما قدموا { وَمَا خَلْفَهُمْ } ما خلفوا من أمر الدنيا.
وقيل: { مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } من الآخرة { وَمَا خَلْفَهُمْ } من الأعمال.
{ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً }، قيل: الكناية ترجع إلى "ما" أي: هو يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، وهم لا يعلمونه. وقيل: الكناية راجعة إلى الله لأن عباده لا يحيطون به علماً.
{ وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَىِّ ٱلْقَيُّومِ }، ذلت وخضعت، ومنه قيل للأسير: عانٍ. وقال طَلْق بن حبيب: هو السجود على الجبهة للحي القيوم، { وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً }، قال ابن عباس: خسر من أشرك بالله، والظلم هو الشرك.
{ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ }، قرأ ابن كثير { فلا يخف } مجزوماً على النهي جواباً لقوله تعالى: { وَمَن يَعْمَلْ }، وقرأ الآخرون { فَلاَ يَخَافُ } مرفوعاً على الخبر، { ظُلْماً وَلاَ هَضْماً }، قال ابن عباس: لا يخاف أن يزاد عليه في سيئاتِه، لا ينقص من حسناته.
وقال الحسن: لا ينقص من ثواب حسناته ولا يحمل عليه ذنب مسيء.
وقال الضحاك: لا يؤخذ بذنب لم يعمله ولا تبطل حسنة عملها، وأصل الهضم: النقص والكسر، ومنه هضم الطعام.