التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
٧٣
-طه

معالم التنزيل

{ إِنَّآ آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَـٰيَـٰنَا وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ }، فإنه قيل: كيف قالوا هذا، وقد جاؤوا مختارين يحلفون بعزة فرعون أن لهم الغلبة.

قيل: روي عن الحسن أنه قال: كان فرعون يُكره قوماً على تعلم السحر لكيلا يذهب أصله، وقد كان أكرههم في الابتداء.

وقال مقاتل: كانت السحرة اثنين وسبعين، اثنان من القبط وسبعون من بني إسرائيل، كان فرعون أكره الذين هم من بني إسرائيل على تعلم السحر، فذلك قولهم { وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ }.

وقال عبد العزيز بن أبان: قالت السحرة لفرعون: أرنا موسى إذا نام، فأراهم موسى نائماً وعصاه تحرسه، فقالوا لفرعون إن هذا ليس بساحر، إن الساحر إذا نام بطل سحره، فأبى عليهم إلا أن يعملوا، فذلك قوله تعالى: { وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ }.

{ وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ }، قال محمد بن إسحاق: خير منك ثواباً، وأبقى عقاباً.

وقال محمد بن كعب: خير منك ثواباً أن أُطِيْعَ، وأبقى منك عذاباً إن عُصِِي، وهذا جواب لقوله: "ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى".