{ فَأَتْبَعَهُمْ }، فلحقهم، { فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ }، وقيل: معناه أمر فرعون جنوده أن يتبعوا موسى وقومه، والباء فيه زائدة وكان هو فيهم، { فَغَشِيَهُم }، أصابهم، { مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ }، وهو الغرق. وقيل: غشيهم علاهم وسترهم بعض ماء اليم لا كله.
وقيل: غشيهم من اليم ما غشيهم قوم موسى فغرقوا هم، ونجا موسى وقومه.
{ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ }، أي: ما أرشدهم، وهذا تكذيب لفرعون في قوله:
{ { وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلْرَّشَادِ } [غافر: 29].
قوله عزّ وجلّ: { يَٰبَنِى إِسْرَٰءِيلَ قَدْ أَنجَيْنَـٰكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ }، فرعون، { وَوَاعَدْنَـٰكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ }.
{ كُلُواْ مِن طَيِّبَـٰتِ مَا رَزَقْنَـٰكُمْ }، قرأ حمزة والكسائي: "أنجيتكم"، و"واعدتكم"، و"رزقتكم" بالتاء على التوحيد، وقرأ الآخرون بالنون والألف على التعظيم، ولم يختلفوا في { ونزلنا } لأنه مكتوب بالألف.
{ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ }، قال ابن عباس: لا تظلموا، وقال الكلبي: لا تكفروا النعمة فتكونوا طاغين.
وقيل: لا تنفقوا في معصيتي.
وقيل: لا تدخروا، ثم ادخروا فتدود، { فَيَحِلَّ }، قرأ الأعمش، والكسائي، "فيحُلّ" بضم الحاء، "ومن يَحْلُل" بضم اللام، أي: ينزل، وقرأ الآخرون بكسرها أي: يجب، { عَلَيْكُمْ غَضَبِى وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوَىٰ }، هلك وتردَّى في النار.