التفاسير

< >
عرض

إِنَّ فِي هَـٰذَا لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ
١٠٦
وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
١٠٧
قُلْ إِنَّمَآ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ
١٠٨
فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ ءَاذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ وَإِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ
١٠٩
-الأنبياء

معالم التنزيل

{ إِنَّ فِى هَـٰذَا }، أي في هذا القرآن، { لَبَلَـٰغاً }، وصولاً إلى البغية، أي من اتبع القرآن وعمل به وصل إلى ما يرجوه من الثواب. وقيل: بلاغاً أي كفاية. يقال في هذا الشيء بلاغ وبُلغة أي كفاية، والقرآن زادُ الجنةِ كبلاغ المسافر، { لِّقَوْمٍ عَـٰبِدِينَ }، أي المؤمنين الذين يعبدون الله، وقال ابن عباس: عالمين. قال كعب الأحبار: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم أهل الصلوات الخمس وشهر رمضان.

{ وَمَآ أَرْسَلْنَـٰكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَـٰلَمِينَ }، قال ابن زيد: يعني رحمة للمؤمنين خاصة فهو رحمة لهم. وقال ابن عباس: هو عام في حق من آمن ومن لم يؤمن فمن آمن فهو رحمةٌ له في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن فهو رحمة له في الدنيا بتأخير العذاب عنهم ورفع المسخ والخسف والاستئصال عنهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّما أنّا رحمةٌ مهداة"

{ قُلْ إِنَّمَا يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ }، أي أسلِمُوا.

{ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ ءَاذَنتُكُمْ }، أي أعلمتكم بالحرب وأنْ لا صلح بيننا، { عَلَىٰ سَوَآءٍ }، أي إنذار بيِّن يستوي في علمه لا استيذاناً به دونكم لتتأهبوا لما يُراد بكم، أي آذنتكم على وجه نستوي نحن وأنتم في العلم به، وقيل: لتستووا في الإِيمان، { وَإِنْ أَدْرِىۤ }، أي وما أعلم. { أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ }، يعني القيامة.