{ إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ }.
{ وَإِنْ أَدْرِى لَعَلَّهُ }، أي لعل تأخير العذاب عنكم كناية عن غير مذكور، { فِتْنَةٌ }، اختبار، { لَّكُمْ }، ليرى كيف صنيعكم وهو أعلم، { وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ }، أي تتمتعون إلى انقضاء آجالكم.
{ قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ } قرأ حفص عن عاصم: { قَالَ رَبِّ ٱحْكُم }، والآخرون: { قل رب احكم } افصل بيني وبين من كذبني بالحق، فإن قيل كيف قال احكم بالحق والله لا يحكم إلا بالحق؟ قيل: الحق هاهنا بمعنى العذاب كأنه استعجل العذاب لقومه فعذبوا يومَ بدر، نظيره قوله تعالى:
{ رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ } [الأعراف: 89]، وقال أهل المعاني: معناه رب احكم بحكمك الحق فحذف الحكم وأقيم الحق مقامه، والله تعالى يحكم بالحق طُلب أو لم يُطلب، ومعنى الطلب ظهور الرغبة من الطالب في حكمه الحق، { وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ }، من الكذب والباطل.