{ أَمِ ٱتَّخَذُوۤاْ آلِهَةً } استفهام بمعنى الجحد، أي لم يتخذوا، { مِّنَ ٱلأَرْضِ }، يعني الأصنام من الخشب والحجارة، وهما من الأرض، { هُمْ يُنشِرُونَ }، يُحْيُون الأموات، ولا يستحق الإِلهية إلاّ مَن ْيقدر على الإِحياء والإِيجاد من العدم والإِنعام بأبلغ وجوه النِّعم.
{ لَوْ كَانَ فِيهِمَآ }، أي في السماء والأرض، { آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ }، أي غير الله، { لَفَسَدَتَا }، لخربتا وهلك من فيهما بوجود التمانع بين الآلهة لأن كل أمر صدر عن اثنين فأكثر لم يجر على النظام، ثم نزّه نفسه فقال: { فَسُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }، أي عما يصفه به المشركون من الشريك والولد.
{ لاَ يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ }، ويحكم على خلقه لأنه الربُّ { وَهُمْ يُسْـئَلُونَ } أي الخلق يسئلون، عن أفعالهم وأعمالهم لأنهم عبيد.
{ أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ ءَالِهَةً }، استفهامُ إنكارٍ وتوبيخ، { قُلْ هَاتُواْ بُرْهَـٰنَكُمْ }، أي حجتكم على ذلك، ثم قال مستأنفاً، { هَـٰذَآ }، يعني القرآن. { ذِكْرُ مَن مَّعِىَ }، فيه خبر من معي على ديني ومن يتبعني إلى يوم القيامة بما لهم من الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية. { وَذِكْرُ }، خبر، { مَن قَبْلِى }، من الأمم السالفة ما فُعل بهم في الدنيا وما يُفعل بهم في الآخرة. وعن ابن عباس في رواية عطاء: ذكر من معي: القرآن، وذكر من قبلي: التوراة والإِنجيل، ومعناه: راجعوا القرآن والتوراة والإِنجيل وسائر الكتب هل تجدون فيها أنّ الله اتخذ ولداً، { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ }.