{ بَلْ تَأْتِيهِم }، يعني الساعة { بَغْتَةً }، فجأة، { فَتَبْهَتُهُمْ }، أي تُحيِّرهم، يقال: فلان مبهوت أي متحيِّر، { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ }، يمهلون.
{ وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ }، نزل، { بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ }، أي جزاء استهزائهم.
{ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم }، يحفظكم، { بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ }، إن أنزل بكم عذابه، وقال ابن عباس: من يمنعكم من عذاب الرحمن، { بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم }، عن القرآن ومواعظ الله، { مُّعْرِضُونَ }.
{ أَمْ لَهُمْ } أم: صلة فيه، وفي أمثاله { آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا }، فيه تقديم وتأخير، تقديره: أم لهم آلهة من دوننا تمنعهم، ثم وصف الآلهة بالضعف، فقال تعالى: { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ }، منع أنفسهم، فكيف ينصرون عابديهم، { وَلاَ هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ }، قال ابن عباس: يمنعون. وقال عطية: عنه يُجَارون، تقول العرب: أنا لك جار وصاحب من فلان، أي مُجِيْر منه. وقال مجاهد: ينصرون. وقال قتادة: لا يصحبون من الله بخير.
{ بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلاۤءِ }، الكفار، { وَءَابَآءَهُمْ }، في الدنيا أي أمهلناهم. وقيل: أعطيناهم النعمة، { حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ }، أي امتدَّ بهم الزمانُ فاغتروا.
{ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِى ٱلأَرْضِ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ }، يعني ما ننقص من أطراف المشركين ونزيد في أطراف المؤمنين، يريد ظهورَ النبي صلى الله عليه وسلم وفتحَه ديارَ الشرك أرضاً فأرضاً، { أَفَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ }، أم نحن.