{ قُلْ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلْوَحْىِ }، أي أخوفكم بالقرآن، { وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ }، قرأ ابن عامر بالتاء وضمها وكسر الميم، "الصم" نصب، جعل الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ الآخرون بالياء وفتحها وفتح الميم، "الصم" رفعٌ، { إِذَا مَا يُنذَرُونَ }، يَخوَّفون.
{ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ }، أصابتهم { نَفْحَةٌ }، قال ابن عباس رضي الله عنهما طَرَفٌ. وقيل: قليلٌ. قال ابن جريج: نصيبٌ، من قولهم نفح فلان لفلان من ماله أي أعطاه حظاً منه. وقيل: ضربة من قولهم نَفَحَتِ الدابةُ برجلها إذا ضربت، { مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَٰويْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ }، أي بإهلاكنا إنّا كنّا مشركين، دعوا على أنفسهم بالويل بعدما أقروا بالشرك.
{ وَنَضَعُ ٱلْمَوَٰزِينَ ٱلْقِسْطَ }، أي ذوات القسط، والقسط: العدل، { لِيَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً }، لا ينقص من ثواب حسناته ولا يزاد على سيآته، وفي الأخبار: إن الميزان له لسان وكفتان.
روي أن داود عليه السلام سأل ربه أن يريه الميزان فأراه كل كفة ما بين المشرق والمغرب، فغُشي عليه، فلما أفاق فقال: يا إلهي من الذي يقدر أن يملأ كفته حسنات؟ قال: يا داود إني إذا رضيت عن عبدي ملأتها بتمرة.
{ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ }، قرأ أهل المدينة { مثقال } برفع اللام هاهنا وفي سورة لقمان، أي وإن وقع مثقال حبة، ونصبها الآخرون على معنى: وإن كان ذلك الشيء مثقال حبة أي زنة من خردل، { أَتَيْنَا بِهَا } أحضرناها لنجازي بها.
{ وَكَفَىٰ بِنَا حَـٰسِبِينَ }، قال السدي: مُحصين، والحَسْبُ معناه: العدّ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: عالمين حافظين، لأن من حسب شيئاً علمه وحفظه.