التفاسير

< >
عرض

فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ
٩٠
وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ
٩١
إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ
٩٢
-الأنبياء

معالم التنزيل

{ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ }، ولداً { وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ }، أي جعلناها ولوداً بعد ما كانت عقيماً، قاله أكثر المفسرين، وقال بعضهم: كانت سيئة الخلق فأصلحها له بأن رزقها حسن الخلق. { إِنَّهُمْ }، يعني الأنبياء الذين سمّاهم في هذه السورة، { كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِى ٱلْخَيْرَٰتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً }، طمعاً، { وَرَهَباً }، خوفاً، رغباً في رحمة الله، ورهباً من عذاب الله، { وَكَانُواْ لَنَا خـَٰشِعِينَ }، أي متواضعين، قال قتادة: ذللاً لأمر الله. قال مجاهد: الخشوع هو الخوف اللازم في القلب.

{ وَٱلَّتِىۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا }، حفظت من الحرام، وأراد مريم بنت عمران، { فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا }، أي أمرنا جبرائيل حتى نفخ في جيب درعها، وأحدثنا بذلك النفخ المسيح في بطنها، وأضاف الروح إليه تشريفاً لعيسى عليه السلام: { وَجَعَلْنَـٰهَا وَٱبْنَهَآ ءَايَةً لِّلْعَـٰلَمِينَ }، أي دلالة على كمال قدرتنا على خلق ولد من غير أب، ولم يقل آيتين وهما آيتان لأن معنى الكلام وجعلنا شأنهما وأمرهما آية ولأن الآية كانت فيهما واحدة، وهي أنها أتت به من غير فحل.

قوله عز وجل: { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ }، أي ملتكم ودينكم، { أُمَّةً وَاحِدَةً }، أي ديناً واحداً وهو الإِسلام، فأبطل ما سوى الإِسلام من الأديان، وأصل الأمة الجماعة التي هي على مقصد واحد فجعلت الشريعة أمة واحدة لاجتماع أهلها على مقصد واحد، ونصب أمة على القطع. { وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ }.