{سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ}، أي: تخدعون وتصرفون عن توحيده وطاعته، والمعنى: كيف يُخَيَّلُ لكم الحقُّ باطلاً؟
{بَلْ أَتَيْنَـٰهُم بِٱلْحَقِّ} بالصدق {وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ} فيما يدعون من الشريك والولد.
{مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ}، أي: من شريك، {إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ}، أي: تفرَّدَ بما خلقه فلم يرضَ أن يُضافَ خلقُهُ وإنعامهُ إلى غيرِهِ، ومَنَعَ الإِله الآخر عن الاستيلاء على ما خلق. {وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ}، أي: طلب بعضهم مغالبةَ بعض كفعل ملوك الدنيا فيما بينهم، ثم نزّه نفسَهُ فقال: {سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}.
{عَـٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ} قرأ أهل المدينة والكوفة غير حفص: "عالم" برفع الميم على الابتداء، وقرأ الآخرون بجرها على نعت الله في سبحان الله، {فَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}، أي: تعظَّم عما يشركون، ومعناه أنه أعظمُ من أن يُوصفَ بهذا الوصف.
قوله: {قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّى}، أي: إن أريتَني، {مَا يُوعَدُونَ}، أي: ما أوعدتهم من العذاب.
{رَبِّ}، أي: يا رب، {فَلاَ تَجْعَلْنِى فِى ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ}، أي: لا تهلكني بهلاكهم.
{وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ}، من العذاب لهم، {لَقَـٰدِرُونَ}.
{ٱدْفَعْ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ}، أي: ادفع بالخُلَّةِ التي هي أحسن، هي الصفح والإِعراض والصبر، {ٱلسَّيِّئَةَ}، يعني أذاهم، أمرهم بالصبر على أذى المشركين والكف عن المقاتلة، نسختها آية السيف {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ}، يكذبون ويقولون من الشرك.