قوله عزّ وجلّ: { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ }, تقولونه, { بِأَلْسِنَتِكُمْ } قال مجاهد ومقاتل: يرويه بعضكم عن بعض. وقال الكلبي: وذلك أن الرجل منهم يلقى الرجل فيقول بلغني كذا وكذا يتلقونه تلقياً، وقال الزَجَّاج: يلقيه بعضكم إلى بعض، قرأت عائشة «تَلِقُونه» بكسر اللام وتخفيف القاف من الولق وهو الكذب، { وَتَقُولُونَ بِأَفْوَٰهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً }، تظنون أنه سهل لا إثم فيه، { وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ }، في الوزر.
{ وَلَوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَـٰنَكَ }، هذا اللفظ ههنا بمعنى التعجب، { هَـٰذَا بُهْتَـٰنٌ عَظِيمٌ }، أي: كذب عظيم يبهت ويتحير من عظمته. وفي بعض الأخبار أن أم أيوب قالت لأبي أيوب الأنصاري: أما بلغك ما يقول الناس في عائشة؟ فقال أبو أيوب: سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت الآية على وفق قوله.
{ يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ }، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يحرّم الله عليكم، وقال مجاهد: ينهاكم الله. { أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ }.
{ وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأَيَـٰتِ }، في الأمر والنهي، { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بأمر عائشة وصفوان، { حَكِيمٌ }، حكم ببراءتهما.
قوله عزّ وجلّ: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ }، يعني تظهر، ويذيع الزنا، { فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةِ }، يعني عبد الله بن أُبيّ وأصحابه المنافقين، والعذاب في الدنيا الحدُّ، وفي الآخرة النار، { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ }، كذبهم وبراءة عائشة وما خاضوا فيه من سخط الله، { وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }.