التفاسير

< >
عرض

إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ
١٥
وَلَوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
١٦
يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ
١٧
وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
١٨
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
١٩
-النور

معالم التنزيل

قوله عزّ وجلّ: { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ }, تقولونه, { بِأَلْسِنَتِكُمْ } قال مجاهد ومقاتل: يرويه بعضكم عن بعض. وقال الكلبي: وذلك أن الرجل منهم يلقى الرجل فيقول بلغني كذا وكذا يتلقونه تلقياً، وقال الزَجَّاج: يلقيه بعضكم إلى بعض، قرأت عائشة «تَلِقُونه» بكسر اللام وتخفيف القاف من الولق وهو الكذب، { وَتَقُولُونَ بِأَفْوَٰهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً }، تظنون أنه سهل لا إثم فيه، { وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ }، في الوزر.

{ وَلَوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَـٰنَكَ }، هذا اللفظ ههنا بمعنى التعجب، { هَـٰذَا بُهْتَـٰنٌ عَظِيمٌ }، أي: كذب عظيم يبهت ويتحير من عظمته. وفي بعض الأخبار أن أم أيوب قالت لأبي أيوب الأنصاري: أما بلغك ما يقول الناس في عائشة؟ فقال أبو أيوب: سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت الآية على وفق قوله.

{ يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ }، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يحرّم الله عليكم، وقال مجاهد: ينهاكم الله. { أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ }.

{ وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأَيَـٰتِ }، في الأمر والنهي، { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بأمر عائشة وصفوان، { حَكِيمٌ }، حكم ببراءتهما.

قوله عزّ وجلّ: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ }، يعني تظهر، ويذيع الزنا، { فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةِ }، يعني عبد الله بن أُبيّ وأصحابه المنافقين، والعذاب في الدنيا الحدُّ، وفي الآخرة النار، { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ }، كذبهم وبراءة عائشة وما خاضوا فيه من سخط الله، { وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }.