{ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِى كَذَّبُونِ * فَٱفْتَحْ }، فاحكم، { بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً }، حكماً، { وَنَجِّنِى وَمَن مَّعِى مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }.
{ فَأَنجَيْنَـٰهُ وَمَن مَّعَهُ فِى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ }، الموقر المملوء من الناس والطير والحيوانات كلها.
{ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ ٱلْبَاقِينَ }، أي: أغرقنا بعد إنجاء نوح، وأهله: من بقي من قومه.
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ }.
{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }.
قوله عزّ وجلّ: { كَذَّبَتْ عَادٌ ٱلْمُرْسَلِينَ }.
{ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ }، يعني في النسب لا في الدين، { أَلاَ تَتَّقُونَ }.
{ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ }، على الرسالة، قال الكلبي: أمين فيكم قبل الرسالة، فكيف تتهموني اليوم؟.
{ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ }.
{ وَمَآ أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ }.
{ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ }، قال الوالبي عن ابن عباس: بكل شرف. وقال الضحاك ومقاتل والكلبي: بكل طريق، وهو رواية العوفي عن ابن عباس، وعن مجاهد قال: هو الفجُّ بين الجبلين. وعنه أيضاً: أنه المنظرة. { ءَايَةً }، أي: علامة، { تَعْبَثُونَ }، بمن مرّ بالطريق، والمعنى: أنهم كانوا يبنون المواضع المرتفعة ليشرفوا على المارة والسابلة فيسخروا منهم ويعبثوا بهم. وعن سعيد بن جبير ومجاهد: هذا في بروج الحمام أنكر عليهم هود اتخاذها بدليل قوله: { تَعْبَثُونَ }، أي: تلعبون، وهم كانوا يلعبون بالحمام. وقال أبو عبيدة: الرِّيع المكان المرتفع.