{ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ }، أي: بالقرآن، { حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ }، يعني: عند الموت.
{ فَيَأْتِيَهُم }، يعني: العذاب، { بَغْتَةً }، فجأة، { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }، به في الدنيا.
{ فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ }، أي: لنؤمن ونصدق، يتمنون الرجعة والنَّظِرَة. قال مقاتل: لما أوعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعذاب، قالوا: إلى متى توعدنا بالعذاب؟ ومتى هذا العذاب؟ قال الله تعالى: { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَـٰهُمْ سِنِينَ }، كثيرة في الدنيا، يعني كفار مكة، ولم نهلكهم.
{ ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ }، يعني: بالعذاب.
{ مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ }، به في تلك السنين. والمعنى أنهم وإن طال تمتعهم بنعيم الدنيا فإذا أتاهم العذاب لم يُغنِ عنهم طول التمتع شيئاً، ويكونون كأنّهم لم يكونوا في نعيم قط.
{ وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ }، رسل ينذرونهم.
{ ذِكْرَىٰ }، محلها نصب، أي ينذرونهم، تذكر، وقيل: رفع أي تلك ذكرى، { وَمَا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ }، في تعذيبهم حيث قدمنا الحجة عليهم وأعذرنا إليهم.
{ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ ٱلشَّيَـٰطِينُ }، وذلك أن المشركين كانوا يقولون إن الشياطين يلقون القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، فقال جلّ ذكره: { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ }، به أي بالقرآن الشياطين.
{ وَمَا يَنبَغِى لَهُمْ }، أن ينزلوا بالقرآن، { وَمَا يَسْتَطِيعُونَ }، ذلك.
{ إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ }، أي: عن استراق السمع من السماء، { لَمَعْزُولُونَ }، أي: محجوبون بالشهب مرجومون.
{ فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ }، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يحذِّر به غيره، يقول: أنت أكرم الخلق عليّ ولو اتخذت إلهاً غيري لعذبتك.