{ تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ }.
{ إِذْ نُسَوِّيكُمْ } نعدلكم، { بِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ }، فنعبدكم.
{ وَمَآ أَضَلَّنَآ }، أي: ما دعانا إلى الضلال، { إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ }. قال مقاتل: يعني الشياطين. وقال الكلبي: إلا أوَّلونا الذين اقتدينا بهم. وقال أبو العالية وعكرمة: يعني إبليس، وابن آدم الأول، وهو قابيل، لأنه أول من سنّ القتل، وأنواع المعاصي.
{ فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِينَ } أي: من يشفع لنا من الملائكة والنبيين والمؤمنين.
{ وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ }، أي: قريب يشفع لنا بقوله الكفار حين تشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون، والصديق هو الصادق في المودة بشرط الدين.
أخبرنا أبو سعيد الشريحي، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي، أخبرني الحسين بن محمد بن فنجويه، حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني، أخبرنا أحمد بن عبد الله يزيد العقيلي، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا من سمع أبا الزبير يقول: أشهد لسمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنَّ الرجل ليقول في الجنة ما فعل صديقي فلان، وصديقه في الجحيم، فيقول الله تعالى: أخرجوا له صديقه إلى الجنة، فيقول من بقي: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم" . قال الحسن: استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة. { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } أي: رجعة إلى الدنيا، { فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }.
{ إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ }.
{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } العزيز الذي لا يغالب، فالله عزيزٌ وهو في وصف عزته رحيم.
قوله عزّ وجلّ: { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ }، قيل للحسن البصري: يا أبا سعيد أرأيت قوله: { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ } و{ كَذَّبَتْ عَادٌ ٱلْمُرْسَلِينَ } و{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ ٱلْمُرْسَلِينَ }، وإنما أرسل إليهم رسول واحد؟ قال: إن الآخر جاء بما جاء به الأول، فإذا كذبوا واحداً فقد كذبوا الرسل أجمعين.